Portrait : Sibawayh / من علماء اللغة العربية : سيبويه
3 participants
Apprendre les langues arabe et française :: Philologie / عِلْمُ فقه اللُّغَةِ / Philology :: Généralité / عُمُوم / General :: Linguiste / لُغَوِيّ / Linguist
Page 1 sur 1
Portrait : Sibawayh / من علماء اللغة العربية : سيبويه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر البشري
Abu Bishr 3amr ibn 3uthmân ibn Qanbar Al-Bishry
Sibawayh
أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر البشري
Abu Bishr 3amr ibn 3uthmân ibn Qanbar Al-Bishry
Sibawayh
Abu Bishr 3amr ibn 3uthmân ibn Qanbar Al Bishry, connu sous le nom de Sībawayh (Sibuyeh en persan et Sībawayh en arabe) est née vers 755 (750/760 ?) de l’ère chrétienne à Bayza (anciennement Nesayak), ville de la province farsi de l’Iran, et mort environ en 794 (791/797 ?) à Shiraz.
Le surnom de Sibawayh lui a été donné par sa mère et signifie en langue persane « senteur de pommes ».
Érudit musulman ayant mené des recherches sur la langue arabe, langue qui n’est pas sa langue maternelle, il a influencé et influence encore par ses travaux de nombreux linguistes et grammairiens.
Sa vocation
Sibawayh quitta la Perse pour aller étudier à Basra et se consacra à l’étude des hadiths avec un savant du hadith reconnu, Sheïkh Hammad Al Basri.
C’est lors d’une discussion avec son maître que Sibawayh s’engagea dans ses études sur la langue arabe. Un jour, le Sheïkh lui demanda de lire à haute voix un hadith et Sibawayh commença par dire : « ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء… » ; Il lut Aba « Abu » au cas nominatif pensant que c’était le nom pour « Laysa ». Son maître le corrigea et dit : « أخطأتَ يا سيبويه إنما هو استثناء » (Tu as fait une erreur, Ô Sibawayh !) En fait, c’est une exception (c’est-à-dire : …excepté pour Abu al-Darda) ». Alors Sibawayh dit : « , لأطلبنّ علما لا يُنازعني فيه أحد » « Je m’engage à faire des recherches (en grammaire) au point que nul ne pourra contester mes connaissances.’
Après avoir étudié à Basra en Iraq avec des grammairien de renom tel que Al Khalil ibn Ahmad Al Farahidi (fondateur de « ilm Al 3aroodh ») et Al Akhfash, Sībawayh fut reconnu comme grammairien lui-même.
Rivalité entre écoles
Sībawayh fut dès lors le chef de file des grammairien de l’école dite de Basra, face à l’école de Kufa avec son charismatique et rival Kisa'i. La ville de Basra était traversée par de nouvelles idées véhiculées par les Mutazilites, ce qui accentuait les tensions entre les deux villes rivales, allant jusqu’à la volonté d’en venir aux armes.
C’est après une confrontation célèbre avec Kisa’i son rival de Kufa, où il fut humilié devant le vizir de Bagdad de l’époque, Yahya ibn Khalid, que Sibaways se retira du milieu des grammairiens et retourna dans sa région natale, à Shiraz où il mourut.
Oeuvre
Sībawayh voulut fonder les bases d’une grammaire arabe et commença l’écriture de son livre (qui sera appelé « Le livre » par un de ses élèves). Il ne diffusa pas ce livre dans le grand public. Il est dit qu’il voyagea beaucoup, dans des villes et villages ou auprès de bédouins, recueillant histoires traditionnelles et poèmes pour réunir des « shawahid » (preuves linguistiques) pour chaque point et argument qui se trouvaient dans son livre.
C’est après sa mort que certains de ses élèves prirent sur eux de le diffuser pour un large public, notamment Al Akhfash Al Akbar.
Ce livre ne fut pas utile seulement pour les gens de Basra, mais il devint l’un des livres les plus réputés de grammaire. Certains en vinrent à appeler ce livre « Qur’an Al Nahw » (le Qur’an de la grammaire).
Grammairiens de cette période :
Al Khalil ibn Ahmad Al Farahidi
Hammad ibn Salamah
Al Akhfash Al Akbar
Yunus ibn Habib
Ya3qub Ibn Ishaq Ibn Zayd Ibn 3abdillah Ibn Abi Ishaq
Sa3id ibn Aws َAl Ansari
« Le livre » : Al-kitab -Sybawayh
http://www.islamhouse.com/tp/48183
http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b84061824.r=kitab.langFR.swf
Site (en arabe) :
http://www.al-eman.com/library/book/book-display.htm?BID=205
Al Khalil ibn Ahmad Al Farahidi
Hammad ibn Salamah
Al Akhfash Al Akbar
Yunus ibn Habib
Ya3qub Ibn Ishaq Ibn Zayd Ibn 3abdillah Ibn Abi Ishaq
Sa3id ibn Aws َAl Ansari
« Le livre » : Al-kitab -Sybawayh
http://www.islamhouse.com/tp/48183
http://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b84061824.r=kitab.langFR.swf
Site (en arabe) :
http://www.al-eman.com/library/book/book-display.htm?BID=205
Dernière édition par Admin le Jeu 1 Mar - 23:21, édité 3 fois
Sibawayh / من علماء اللغة العربية : سيبويه
assalamo Alaykom wa rahmato Allahi wa baraktuh
سيبويه
اسمه ومولده
هو عمرو بن عثمان بن قَنْبَر، أبو بشر، إمام النحاة، حُجَّة العرب، وأول من بسط علم النحو، وصاحب (الكتاب) حجة العربية ودستورها، وهو فارسي الأصل[1]. وُلِد عام أربعين ومائة من الهجرة (140هـ) على الأرجح[2]، وذلك في مدينة البيضاء من أرض فارس، وهي أكبر مدينة في إِصْطَخْر على بُعد ثمانية فراسخ من شيراز[3]. قَدِم البصرة وهو غلام صغير، فكان منشؤه بها[4].
نشأته وحياته
من أرض فارس قدم سيبويه إلى البصرة، حيث مراكز العلم ومنابر العلوم، وقد كان شابًّا حسنًا، جميلاً نظيفًا، مفرط الذكاء إلا أنه كان فيه حُبْسة في عبارته.
ومع حداثة سنِّه فقد انطلق يصحب أهل الحديث والفقهاء حيث ميله ومراده، فكان يستملي على حمَّاد بن سلمة في حلقته ليكتب الحديث ويرويه، ويشاء الله أن يكون لغير ما طلب وما أراد أولاً؛ فقد سأل يومًا حماد بن سلمة فقال له: أحدَّثك هشام بن عروة عن أبيه في رجلٍ رعُف في الصلاة، بضم العين؟ فقال له حماد: أخطأت، إنما هو رعَف بفتح العين. فانصرف سيبويه إلى الخليل، فشكا إليه ما لقيه من حماد. فقال له الخليل: صدق حماد! ومثل حماد يقول هذا. ورعف بضم العين لغة ضعيفة[5].
ثم يتكرر الموقف مرة أخرى، فبينما هو يستملي على حماد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أحد من أصحابي إلا وقد أخذتُ عليه ليس أبا الدرداء". فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء بالرفع. وقد خمَّنه اسم ليس. فقال له حماد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما (ليس) ها هنا استثناء. فكان أن أَنِف سيبويه من ذلك وقد أخذ قراره، فقال: لا جرم لأطلبَنَّ علمًا لا تلحنني فيه أبدًا. فطلب النحو، ولزم الخليل[6].
شيوخه
من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى لقد بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في رواياته عنه، واستشهاداته به.
ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية، بل إنه استزاد من ذلك شأن أقرانه في ذلك الوقت، فتتلمذ أيضًا على يد أبي الخطاب المعروف بالأخفش الأكبر، وعيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، وأبي زيد الأنصاري النحوي، وغيرهم[7].
تلامذته
لأن القدر لم يمهله طويلاً حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسن الأخفش، وهو الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة، وقُطْرب وهو أبو عليٍّ محمد بن المستنير، ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر[8].
وقال أبو العباس المبرد: "كان الأخفش أكبر سنًّا من سيبويه، وكانا جميعًا يطلبان. قال: فجاءه الأخفش يناظره بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما ناظرتك لأستفيد لا لغيره. فقال له سيبويه: أتراني أشكُّ في هذا"[9].
آراء العلماء فيه
قال عنه ابن عائشة: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًّا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو"[10].
وحدَّث أحمد بن معاوية بن بكر العليمي، قال: "ذُكر سيبويه عند أبي، فقال: عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو، وكانت في لسانه حُبْسة، ونظرتُ في كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه"[11].
آراء العلماء في مؤلفاته
ذكر صاعد بن أحمد الجياني من أهل الأندلس في كتابه (طبقات الأمم) قال: "لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني: كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له"[12].
وقال أبو جعفر: "لم يزل أهل العربية يفضلون كتاب سيبويه"[13]. وقال محمد بن يزيد: "لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره"[14].
منهج سيبويه في الكتاب
الكتاب يقع في أكثر من تسعمائة وعشرين صفحة، وقد جرى التقسيم فيه إلى أبواب، ولا نجد فيه كتبًا ولا فصولاً، وسيبويه يُكثِر من الأبواب للمبحث الواحد بحسب تنوع ما يجري فيه البحث.
ويقع الكتاب في جزأين: الأول في مباحث النحو، والثاني في مباحث الممنوع من الصرف ومباحث النسب والإضافة ومباحث التصغير وبقية مباحث التصريف، ويحوي إلى مباحث الصرف والنحو مباحث العربية عامة؛ ففيه المجاز والمعاني وضرورات الشعر وإنشاده وتعريب الكلمات الأعجمية، وفيه أيضًا قدر وافٍ من مباحث الأصوات العربية[15].
وفاته
أغلب الظن أن وفاة سيبويه لم تكن طبيعية؛ فإنه حين علم (بعد مناظرة الكسائي) أنهم تحاملوا عليه وتعصبوا للكسائي، خرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جرى عليه، وقصد بلاد فارس ولم يعرج على البصرة، وأقام هنالك مدةً إلى أن مات كمدًا، ويُروى أنه ذَرِبتْ معدته فمات. وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلافٌ عريض، والراجح من الأقوال أن ذلك كان في سنة ثمانين ومائة من الهجرة (180هـ)[16].
وذكر الخطيب أن عمره كان اثنتين وثلاثين سنة، ويقال: إنه نَيَّف على الأربعين سنة. وهو الصحيح؛ لأنه قد روى عن عيسى بن عمر، وعيسى بن عمر مات سنة تسع وأربعين ومائة، فمن وفاة عيسى إلى وفاة سيبويه إحدى وثلاثين سنة، وما يكون قد أخذ عنه إلا وهو يعقل، ولا يعقل حتى يكون بالغًا، والله أعلم[17].
وفي مرضه الذي تُوُفِّي فيه، قيل إنه تمثَّل عند الموت بهذين البيتين:
يُؤَمِّل دنيا لتبقي لـه *** فمات المؤمِّـلُ قبل الأمـلْ
حثيثًا يروِّي أصولَ النخيل *** فعاش الفسيلُ ومات الرجلْ[18]
ويقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:
أخيين كنَّا فَرَّق الدهرُ بيننا *** إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا[19]
وقال الأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تـزاورٍ *** ونأى المزار فأسلمـوك وأقشعـوا
تركوك أوحش ما تكونُ بقفـرة *** لم يؤنسوك وكـربة لم يدفعـوا
قَضَى القضاءُ وصرتَ صاحبَ حفرةٍ *** عنك الأحبة أعرضوا وتصدَّعوا[20].
[1] الذهبي: سير أعلام النبلاء 8/351. المزي: تهذيب الكمال 8/332.
[2] ياقوت الحموي: معجم الأدباء، تحقيق د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1993م، رقم الترجمة (873).
[3] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123. ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/529.
[4] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 2/227.
[5] المقري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/84. التنوخي: تاريخ العلماء النحويين 1/8.
[6] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 3/1199. أبو طاهر المقرئ: أخبار النحويين 1/6. المقري: نفح الطيب 4/85.
[7] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123. الصفدي: الوافي بالوفيات 5/61. السيوطي: المزهر 1/46.
[8] الصفدي: الوافي بالوفيات 5/14.
[9] أبو طاهر المقرئ: أخبار النحويين 1/7. أبو البركات الأنباري: نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص26.
[10] ابن الجوزي: المنتظم 3/135.
[11] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2124.
[12] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
[13] البغدادي: خزانة الأدب 1/130.
[14] المصدر السابق 1/130.
[15] د. رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 3/27.
[16] الذهبي: سير أعلام النبلاء 8/352.
[17] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123.
[18] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2126. ابن كثير: البداية والنهاية 10/190. ابن الجوزي: المنتظم 3/136.
[19] ياقوت الحموي: السابق نفسه، الصفحة نفسها. ابن كثير: السابق نفسه، الصفحة نفسها. ابن الجوزي: المنتظم 3/136.
[20] ياقوت الحموي: السابق نفسه 5/2123.
سيبويه
اسمه ومولده
هو عمرو بن عثمان بن قَنْبَر، أبو بشر، إمام النحاة، حُجَّة العرب، وأول من بسط علم النحو، وصاحب (الكتاب) حجة العربية ودستورها، وهو فارسي الأصل[1]. وُلِد عام أربعين ومائة من الهجرة (140هـ) على الأرجح[2]، وذلك في مدينة البيضاء من أرض فارس، وهي أكبر مدينة في إِصْطَخْر على بُعد ثمانية فراسخ من شيراز[3]. قَدِم البصرة وهو غلام صغير، فكان منشؤه بها[4].
نشأته وحياته
من أرض فارس قدم سيبويه إلى البصرة، حيث مراكز العلم ومنابر العلوم، وقد كان شابًّا حسنًا، جميلاً نظيفًا، مفرط الذكاء إلا أنه كان فيه حُبْسة في عبارته.
ومع حداثة سنِّه فقد انطلق يصحب أهل الحديث والفقهاء حيث ميله ومراده، فكان يستملي على حمَّاد بن سلمة في حلقته ليكتب الحديث ويرويه، ويشاء الله أن يكون لغير ما طلب وما أراد أولاً؛ فقد سأل يومًا حماد بن سلمة فقال له: أحدَّثك هشام بن عروة عن أبيه في رجلٍ رعُف في الصلاة، بضم العين؟ فقال له حماد: أخطأت، إنما هو رعَف بفتح العين. فانصرف سيبويه إلى الخليل، فشكا إليه ما لقيه من حماد. فقال له الخليل: صدق حماد! ومثل حماد يقول هذا. ورعف بضم العين لغة ضعيفة[5].
ثم يتكرر الموقف مرة أخرى، فبينما هو يستملي على حماد قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أحد من أصحابي إلا وقد أخذتُ عليه ليس أبا الدرداء". فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء بالرفع. وقد خمَّنه اسم ليس. فقال له حماد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما (ليس) ها هنا استثناء. فكان أن أَنِف سيبويه من ذلك وقد أخذ قراره، فقال: لا جرم لأطلبَنَّ علمًا لا تلحنني فيه أبدًا. فطلب النحو، ولزم الخليل[6].
شيوخه
من أشهر شيوخه حماد بن سلمة، وبعد قراره الأخير هذا عمد سيبويه إلى إمام العربية وشيخها الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لينهل ويتعلم منه عن حبٍّ وعزيمة وقوة إرادة، فصار يلازمه كالظلِّ حتى لقد بدا تأثره الكبير بشيخه هذا على طول صفحات كتابه الوحيد وعرضه في رواياته عنه، واستشهاداته به.
ولم يكتف سيبويه بشيخه الخليل بن أحمد في علوم النحو والعربية، بل إنه استزاد من ذلك شأن أقرانه في ذلك الوقت، فتتلمذ أيضًا على يد أبي الخطاب المعروف بالأخفش الأكبر، وعيسى بن عمر، ويونس بن حبيب، وأبي زيد الأنصاري النحوي، وغيرهم[7].
تلامذته
لأن القدر لم يمهله طويلاً حيث تُوُفِّي في ريعان شبابه، فلم يكن لسيبويه تلاميذ كثيرون، وكان من أبرز من تتلمذوا على يديه ونَجَم عنه من أصحابه: أبو الحسن الأخفش، وهو الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة، وقُطْرب وهو أبو عليٍّ محمد بن المستنير، ويقال: إنه إنما سمِّي قطربًا لأن سيبويه كان يخرج فيراه بالأسحار على بابه، فيقول له: إنما أنت قطرب ليل. والقُطْرب: دويبة لا تزال تدبُّ، ولا تفتر[8].
وقال أبو العباس المبرد: "كان الأخفش أكبر سنًّا من سيبويه، وكانا جميعًا يطلبان. قال: فجاءه الأخفش يناظره بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما ناظرتك لأستفيد لا لغيره. فقال له سيبويه: أتراني أشكُّ في هذا"[9].
آراء العلماء فيه
قال عنه ابن عائشة: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي في المسجد، وكان شابًّا جميلاً نظيفًا، قد تعلق من كل علم بسببٍ، وضرب في كل أدب بسهمٍ، مع حداثة سنِّه وبراعته في النحو"[10].
وحدَّث أحمد بن معاوية بن بكر العليمي، قال: "ذُكر سيبويه عند أبي، فقال: عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبتُ مَن حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو، وكانت في لسانه حُبْسة، ونظرتُ في كتابه فرأيت علمه أبلغَ من لسانه"[11].
آراء العلماء في مؤلفاته
ذكر صاعد بن أحمد الجياني من أهل الأندلس في كتابه (طبقات الأمم) قال: "لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني: كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له"[12].
وقال أبو جعفر: "لم يزل أهل العربية يفضلون كتاب سيبويه"[13]. وقال محمد بن يزيد: "لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره"[14].
منهج سيبويه في الكتاب
الكتاب يقع في أكثر من تسعمائة وعشرين صفحة، وقد جرى التقسيم فيه إلى أبواب، ولا نجد فيه كتبًا ولا فصولاً، وسيبويه يُكثِر من الأبواب للمبحث الواحد بحسب تنوع ما يجري فيه البحث.
ويقع الكتاب في جزأين: الأول في مباحث النحو، والثاني في مباحث الممنوع من الصرف ومباحث النسب والإضافة ومباحث التصغير وبقية مباحث التصريف، ويحوي إلى مباحث الصرف والنحو مباحث العربية عامة؛ ففيه المجاز والمعاني وضرورات الشعر وإنشاده وتعريب الكلمات الأعجمية، وفيه أيضًا قدر وافٍ من مباحث الأصوات العربية[15].
وفاته
أغلب الظن أن وفاة سيبويه لم تكن طبيعية؛ فإنه حين علم (بعد مناظرة الكسائي) أنهم تحاملوا عليه وتعصبوا للكسائي، خرج من بغداد وقد حمل في نفسه لما جرى عليه، وقصد بلاد فارس ولم يعرج على البصرة، وأقام هنالك مدةً إلى أن مات كمدًا، ويُروى أنه ذَرِبتْ معدته فمات. وفي مكان وفاته والسنة التي مات بها خلافٌ عريض، والراجح من الأقوال أن ذلك كان في سنة ثمانين ومائة من الهجرة (180هـ)[16].
وذكر الخطيب أن عمره كان اثنتين وثلاثين سنة، ويقال: إنه نَيَّف على الأربعين سنة. وهو الصحيح؛ لأنه قد روى عن عيسى بن عمر، وعيسى بن عمر مات سنة تسع وأربعين ومائة، فمن وفاة عيسى إلى وفاة سيبويه إحدى وثلاثين سنة، وما يكون قد أخذ عنه إلا وهو يعقل، ولا يعقل حتى يكون بالغًا، والله أعلم[17].
وفي مرضه الذي تُوُفِّي فيه، قيل إنه تمثَّل عند الموت بهذين البيتين:
يُؤَمِّل دنيا لتبقي لـه *** فمات المؤمِّـلُ قبل الأمـلْ
حثيثًا يروِّي أصولَ النخيل *** فعاش الفسيلُ ومات الرجلْ[18]
ويقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:
أخيين كنَّا فَرَّق الدهرُ بيننا *** إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا[19]
وقال الأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تـزاورٍ *** ونأى المزار فأسلمـوك وأقشعـوا
تركوك أوحش ما تكونُ بقفـرة *** لم يؤنسوك وكـربة لم يدفعـوا
قَضَى القضاءُ وصرتَ صاحبَ حفرةٍ *** عنك الأحبة أعرضوا وتصدَّعوا[20].
[1] الذهبي: سير أعلام النبلاء 8/351. المزي: تهذيب الكمال 8/332.
[2] ياقوت الحموي: معجم الأدباء، تحقيق د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1993م، رقم الترجمة (873).
[3] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123. ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/529.
[4] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 2/227.
[5] المقري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/84. التنوخي: تاريخ العلماء النحويين 1/8.
[6] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 3/1199. أبو طاهر المقرئ: أخبار النحويين 1/6. المقري: نفح الطيب 4/85.
[7] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123. الصفدي: الوافي بالوفيات 5/61. السيوطي: المزهر 1/46.
[8] الصفدي: الوافي بالوفيات 5/14.
[9] أبو طاهر المقرئ: أخبار النحويين 1/7. أبو البركات الأنباري: نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص26.
[10] ابن الجوزي: المنتظم 3/135.
[11] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2124.
[12] السابق نفسه، الصفحة نفسها.
[13] البغدادي: خزانة الأدب 1/130.
[14] المصدر السابق 1/130.
[15] د. رحاب خضر عكاوي: موسوعة عباقرة الإسلام 3/27.
[16] الذهبي: سير أعلام النبلاء 8/352.
[17] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2123.
[18] ياقوت الحموي: معجم الأدباء 5/2126. ابن كثير: البداية والنهاية 10/190. ابن الجوزي: المنتظم 3/136.
[19] ياقوت الحموي: السابق نفسه، الصفحة نفسها. ابن كثير: السابق نفسه، الصفحة نفسها. ابن الجوزي: المنتظم 3/136.
[20] ياقوت الحموي: السابق نفسه 5/2123.
Pleine-Lune- Messages : 8
Points : 14
Date d'inscription : 26/10/2011
Re: Portrait : Sibawayh / من علماء اللغة العربية : سيبويه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Alors ma soeur comme on se retrouve, tu viens d'arriver je suppose.
Alors ma soeur comme on se retrouve, tu viens d'arriver je suppose.
Ibn Nacer- Messages : 1990
Points : 2234
Date d'inscription : 04/09/2011
Re: Portrait : Sibawayh / من علماء اللغة العربية : سيبويه
^^ oui je me suis inscrite il y a 2 /3 jours
Pleine-Lune- Messages : 8
Points : 14
Date d'inscription : 26/10/2011
The Story of Sibawayh: The Imam of Grammarians
When a single mistake leads you to become an Imam for the Ummah
How often we frown at ourselves when we make mistakes in life, and indeed how often we become disheartened when we fall into error! But yet how little we realise that sometimes it’s these small mistakes that shape our lives and renew our focus. The Qadr of Allah is certainly amazing in that a failure on one day can become the cause of our triumph on another day…
When a single mistake leads you to become an Imam (leader) for the Ummah…
The Story of Sibawayh: The Imam of Grammarians
- Name: ‘Amr ibn ‘Uthman ibn Qinbar (Abu Bishr) originally from the lands of Persia
Sibawayh was a laqab (nickname) given to him by his mother, meaning: ‘the scent of apples.’
Sibawayh at the beginning of his youth sought knowledge in the field of hadith. He studied with the likes of Hammad, the famous muhaddith in Basra, and it was here with Shaykh Hammad that a particular incident took place which changed Sibawayh’s entire focus…
One day Hammad (rahimahullah) asked him to read out a hadith and Sibawayh began by saying: “ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء…” – however, he read Aba as: Abu in a state of raf’ (nominative) thinking that it was the Ism of Laysa. Hammad al-Basri corrected him and said, أخطأتَ يا سيبويه إنما هو استثناء - ‘You’re mistaken O’ Sibawayh, it is in fact an Exception,’ (i.e. meaning: ‘… except for Abu al-Darda’). So Sibawayh said, لأطلبنّ علما لا يُنازعني فيه أحد - ‘I will certainly seek knowledge [grammar] such that none can dispute with me therein.’
So he traveled to the learned scholars and grammarians of his time in Basra and studied extensively with the famous al-Khalil ibn Ahmad al-Farahidi (who established ‘ilm al-’Aroodh) and other grammarians such as al-Akhfash. It was here that Sibawayh established the foundations of grammar for the people and wrote his huge scholarly work ‘al-Kitab.’ However, at the time, he did not release it to the people. It is stated that he would travel through towns and villages, sitting with the folks and recording their poetry as well as historical statements (handed down through tribes) in an attempt at gathering shawahid (linguistical evidences) for each point and argument that he mentioned in his book.
After his death, one of his students took it upon himself to make this book available to the public. Not only did his book benefit the people of Basra, but it thereafter became one of the greatest books on grammar to have ever been written in history, such that the people began to call it: Qur’an al-Nahw (the ‘Qur’an of Grammar’).
Sibawayh, rahimahullah died at the young age of 34, but despite that, the Ummah to this day has not stopped benefiting from his book and the knowledge which he left behind. جزاه الله عن الأمة خير الجزاء
… This really highlights out (particularly for the students amongst us) that sometimes you may wish for one thing but Allah has wished for something else - better than what you perceive. So be patient and ask your Lord for Tawfiq in all affairs and who knows, one day you may become a leader for the righteous in one thing or another!
Source : Blog
From : Sister Khairiah
Sujets similaires
» Al Djalil Bin Ahmad / من علماء اللغة العربية : الخليل بن أحمد
» Al Kitab - Sîbawayh / سيبويه - الكتـاب
» "النون والميم" في اللغة الأوغاريتية دراسة مقارنة مع اللغة العربية في ضوء اللغات السامية
» Site web pour apprendre l'arabe (en arabe ou français)
» الصفة في اللغة العربية
» Al Kitab - Sîbawayh / سيبويه - الكتـاب
» "النون والميم" في اللغة الأوغاريتية دراسة مقارنة مع اللغة العربية في ضوء اللغات السامية
» Site web pour apprendre l'arabe (en arabe ou français)
» الصفة في اللغة العربية
Apprendre les langues arabe et française :: Philologie / عِلْمُ فقه اللُّغَةِ / Philology :: Généralité / عُمُوم / General :: Linguiste / لُغَوِيّ / Linguist
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum
|
|